للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العالم، وتفنى الدُّنْيا، إلَّا يأجوج ومأجوج ... فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلَّا بالله العلي العظيم، لهذه الحادثة التي استطار شرُّهَا وعمَّ ضررها (١).

ثمَّ شرع في ذكر اجتياحهم لبلاد المسلمين، والمجازر العظيمة التي ارتكبوها والأفعال الشنيعة التي فعلوها.

وما زالوا في تقدم مستمر والبلاد الإسلامية تتساقط في أيديهم حتى سقطت عاصمة الخلافة الإسلامية ببغداد، وقُتل الخليفة المستعصم بالله آخر خلفاء بني العباس مع أهله وحاشيته وعدد من العلماء، وذلك سنة (٦٥٦ هـ) (٢) وهي السنة التي توفي فيها القرطبي.

فقضوا على عامة بلاد الإسلام، وفي نيتهم مواصلة الزحف للقضاء على جميع البلاد الإسلامية حتى قيَّض الله -سبحانه وتعالى- السلطان المملوكي سيف الدين قطز، المتوفى في ذي القعدة سنة (٦٥٨ هـ) حيث انتصر عليهم في معركة "عين جالوت" الشهيرة، وذلك في رمضان من سنة (٦٥٨ هـ) (٣).

وكان القرطبي معاصرًا لهذه الأحداث العظام التي عمَّت غالب بلاد الإسلام، ولذا تعرض لهؤلاء في كتابه "المفهم" حينما ورد ذكر الترك حيث قال: "وخرج منهم في هذا الوقت أمم لا يحصيهم إلَّا الله، ولا يردهم عن المسلمين إلَّا الله، حتى كأنهم يأجوج ومأجوج، أو مقدمتهم،


(١) الكامل في التاريخ (١٠/ ٣٩٩).
(٢) البداية والنهاية (١٣/ ٢١٣)، وتاريخ الإسلام (٤/ ٥٤)، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص (٥١٦).
(٣) البداية والنهاية (١٣/ ٢٣٣).

<<  <   >  >>