للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالأدلة قد تضافرت على إثبات نزوله عليه السلام في آخر الزمان، ونزوله من علامات الساعة الكبرى.

قال ابن كثير: "تواترت الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه أخبر "بنزول عيسى -عليه السلام- قبل يوم القيامة إمامًا عادلًا وحكمًا مقسطًا" (١).

قال الطحاوي: "ونؤمن بأشراط الساعة من خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم -عليه السلام- من السماء" (٢).

قال ابن تيمية: "والمسيح (٣) - صلى الله عليه وسلم- وعلى سائر النبيين لابد أن ينزل إلى الأرض ... كما ثبت في الأحاديث الصحيحة، ولهذا كان في السماء الثانية مع أنه أفضل من يوسف وإدريس وهارون؛ لأنه يريد النزول إلى الأرض قبل يوم القيامة بخلاف غيره" (٤).

هذا هو قول أهل السنة وهو الذي نصره القرطبي -رحمه الله- وأيَّده إذ قال بعد ذكره للأحاديث المثبتة لنزول عيسى -عليه السلام-: "تضمنت تلك الأحاديث المتقدمة أن عيسى عليه السلام ينزل ويقتل


(١) تفسير ابن كثير (٤/ ١٣٣).
(٢) الطحاوية مع شرحها لابن أبي العز (٢/ ٧٥٤).
(٣) قال القرطبي في سبب تسميته -عليه السلام- بالمسيح: "اختلف في المسيح ابن مريم ممَّاذا أخذ؟ فقيل: لأنه مسح الأرض، أي: ذهب فيها فلم يسكن بكنّ (هو كل ما يردُّ البرد والحر يستتر به الإنسان من الأبنية ونحوها. انظر: معجم مقاييس اللغة ٥/ ١٢٣) - وقيل: لأنه ممسوح بدهن البركة، وقيل: لأنه كان ممسوح الأخمصين، وقيل: لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلَّا برأ، وقيل: لأنه الجمال مسحه أي: أصابه وظهر عليه، وقال ابن الأعرابي: المسيح: الصديق وبه سمي عيسى، وقيل: هو اسم سماه الله تعالى به أي: أنه غير مشتق". المفهم (١/ ٣٩٨)، وانظر: المعلم (١/ ٢٢٢).
(٤) الفتاوى (٤/ ٣٢٩).

<<  <   >  >>