للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معهم حيث قالوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا" (١).

قال القرطبي: "الطرائق الأحوال المختلفة، والفرق المتفرقة، ومنه قوله تعالى: {كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (١١)} (٢) أي: فرقًا مختلفة قال القاضي: هذا الحشر هو في الدنيا قبل قيام الساعة، وهو آخر أشراطها ... ويدل على أنها قبل يوم القيامة قوله: "فتقيل معهم حيث قالوا، وتمسي معهم حيث أمسوا وتصبح معهم حيث أصبحوا" ... وعلى هذا فيكون معنى راغبين في لقاء الله وفي ثوابه وهؤلاء هم المؤمنون الذين وسموا باسم الإيمان، وراهبين: أي خائفين يعني بهم الكفار الذين وسموا باسم الكفر، وذلك إذا طبع على كل قلبٍ بما فيه عند طلوع الشمس من مغربها، وإذا خرجت دابة الأرض فنفخت في وجوه الناس ما تسم في وجه المؤمن مؤمن، وفي وجه الكافر كافر" (٣).


(١) رواه البخاري في كتاب الرقاق، باب الحشر ح ٦٥٢٢ (١١/ ٣٨٤)، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب فناء الدنيا، وبيان الحشر يوم القيامة ح ٢٨٦١ (١٧/ ٢٠٠).
(٢) سورة الجن، الآية: ١١.
(٣) المفهم (٧/ ١٥٣).

<<  <   >  >>