للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القيامة" (١).

قال القرطبي: "قوله: "ثم ينزل الله من السماء ماء" يعني به بعد نفخة الصعق ينزل هذا الماء هو كمني الرجال، فتتكون فيه الأجسام بقدرة الله تعالى، وعن ذالك عبَّر بقوله: "فينبتون كما ينبت البقل، فإذا تهيأت الأجسام وكمُلَت نفخ في الصور نفخة البعث فخرجت الأرواح من المحال التي هي فيها، قال بعضهم: فتأتي كل روح إلى جسده فيحييها الله تعالى كل ذلك في لحظة، بدليل قوله تعالى: {فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} (٢) " (٣).

وقال عن "عجب الذنب" الذي يركب منه الخلق يوم القيامة: "عجب الذنب" يقال بالباء والميم، وهو جزء لطيف في أسفل الصلب، وقيل هو رأس العصعص ... وهو أول ما خلق منه الإنسان، ثم الله تعالى يبقيه إلى أن يركب الخلق منه تارة أخرى" (٤).

وبيَّن القرطبي أن الأرض تأكل لحوم بني آدم، كما جاء في هذا الحديث، وهو عام، لكن النبي والشهيد والمؤذن المحتسب مستثنى من هذا العموم" (٥).


(١) هو حديث "بين النفختين أربعون" سبق تخريجه ص (٨١٦).
(٢) سورة الزمر، الآية: ٦٨.
(٣) المفهم (٧/ ٣٠٦).
(٤) المفهم (٧/ ٣٠٧).
(٥) انظر: المفهم (٧/ ٣٠٧).

<<  <   >  >>