للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

اتفاق أئمة الصحيح على حديث عمار مع ما فيه من الاضطراب والاختلاف والزيادة والنقصان" (عارضة الأحوذي ١/ ٢٣٩).

وقال الكاسانيُّ: "وأما حديثُ عمَّارٍ ففيه تعارض؛ لأنه رُوي في روايةٍ أُخرَى أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((يَكْفِيكَ ضَرْبَتَانِ: ضَرْبَةٌ لِلوَجْهِ وَضَرْبَةٌ لِليَدَيْنِ إِلَى المِرْفَقَيْنِ))، والمتعارض لا يصلح حجة" (بدائع الصنائع ١/ ٤٦).

وقال بدرُ الدينِ العينيُّ: "قال الطحاويُّ وغيرُهُ. إن حديثَ عمَّارٍ لا يصلحُ حجة في كون التيمم إلى الكفَّينِ أو الكوعين أو المرفقين أو المنكبين أو الإبطين، كما ذهبتْ إلى كلِّ واحدٍ طائفةٌ من أهلِ العلمِ؛ وذلك لاضطرابه كما قد رأيتَ؛ فلذلك قال الترمذيُّ: وقد ضَعَّفَ بعضُ أهلِ العلمِ حديثَ عمَّارٍ في التيممِ للوجهِ والكفَّينِ لما رُوِي عنه حديثُ المناكبِ والآباطِ" (عمدة القاري ٤/ ٢٣).

وقال القسطلانيُّ: "إن حديثَ عمَّارٍ هذا لا يصلحُ الاحتجاجُ به لاضطرابه حيثُ روى "والكفَّين"، وفي رواية أخرى "والكوعين"، وفي أخرى لأبي داود "ويديه إلى نصفِ الذِّراعِ"، وفي أخرى له "والذِّراعين إلى نصفِ الساعدِ ولم يبلغِ المرفقين"، وفي أخرى له "إلى المرفقين"، وفي أُخْرَى له أيضًا والنسائيّ "وأيديهم إلى المناكب ومن بطون أيديهم إلى الآباط" (شرح صحيح البخاري ١/ ٣٧٢)، وأقرَّه الفتني في (مجمع بحار الأنوار ٤/ ٥٧٤).

قلنا: يجاب عما تقدَّم بأن حديثَ الزهريِّ -في ذكر المناكبِ والآباطِ- ليس هو حديث الوجه والكفَّين، وإنما هما قصتان متغايرتان، قال البيهقيُّ: "إلا أن سياقَ روايتي حديث عمار يدل على قصتين، ويحتمل أن تكون القصة الأخيرة بعد قصة السلام في حديث ابن الصِّمة وابن عمر، ويحتمل