(٢) كذا جزم بحسنه هنا، ومع هذا نقل عنه الحافظ في (التلخيص ١/ ١٨٢) أنه توقف فيه لعنعنة ابن إسحاق. وهو يشير إلى كلام النووي في (شرح أبي داود): "وأما حديث جابر فرواه أيضًا الترمذي، وقال: هو حسن. فإن قيل: ففيه محمد بن إسحاق عن أبان، وابن إسحاق مدلس، والمدلس لا يحتج بعنعنته؟ قلنا: لعله اعتضد أو علم أبو داود والترمذي بطريق آخر أَنَّ ابن إسحاق سمعه من أبان" (الإيجاز في شرح سنن أبي داود ص ١٢٧). فقال ابن الملقن معقبًا على كلام النووي هذا: "زال هذا الإشكال والتمني، بأن أحمد في (المسند) وابن الجارود في (المنتقى) وابن حبان في (صحيحه) والحاكم في (المستدرك) والدارقطني والبيهقي قالوا كلهم في روايتهم لهذا الحديث: (عن محمد بن إسحاق، حدثني أبان) فارتفعت وصمة التدليس" (البدر المنير ٢/ ٣٠٨). وهو كما قال، وهو أيضًا ما اطلع عليه النووي بعد ذلك، فجزم بحسنه، كما تقدم.