للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كذا رجح جمهور الأئمة رواية منصور والأعمش، وهذا هو الأظهر لمكانة منصور والأعمش من الحفظ والتثبت، بخلاف عاصم وحماد، ولكن خالفهم في ذلك أبو زرعة الرازي فرجح حديث المغيرة، فقال: "الصحيح: حديث عاصم، عن أبي وائل، عن المغيرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم"! (العلل لابن أبي حاتم ١/ ٤٠٦ - ٤٠٧).

وهذا غريب جدًّا؛ بل الذي لا غبار عليه - إن لم نقل بتصحيح الحديث من الوجهين - أَنْ ترجح رواية الأعمش ومنصور، كما هو عليه جمهور الأئمة.

ولعل أبا زرعة اعتمد على قول عاصم بن بهدلة عقب روايته مستنكرًا على الأعمش:

"وهذا الأعمش يرويه عن أبي وائل عن حذيفة وما حفظه"، فقد قال شعبة: "فسألت منصورًا فحدثنيه عن أبي وائل عن حذيفة" (سنن ابن ماجه، العلل لأحمد وغيرهما).

فأكد منصور صحة رواية الأعمش، ولهذا قال الحافظ: "وقول عاصم إن الأعمش ما حفظه ليس بمقبول لموافقة منصور له وهما أحفظ من عاصم وحماد لكن الذي يظهر أَنَّ الحديث عند أبي وائل عنهما معا؛ لأن في رواية الأعمش ومنصور زيادة ليست في رواية عاصم، والله أعلم" (الدراية ١/ ١١).

هذا بالنسبة لسند الحديث، أما المتن فصحيح ثابت، إِلَّا قوله: ((ففحج رجليه))، فقد تفرد بهذه الزيادة حماد بن أبي سليمان، وانفرد بها عنه حماد بن سلمة.