للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من قول علقمة عن عبد الله، أم من قول الشعبي؟ ؛ فقال: "أما إسماعيل بن إبراهيم ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة فقالا جميعًا: قال الشعبي، وليس هو في حديث علقمة: «سألوه الزاد، وكانوا من جن الجزيرة ... » فذكره"، قال أحمد: "فبلغني أن حفص بن غياث حَدَّثَ به، فجعله في حديث علقمة عن عبد الله؛ فنرى أنه وهم، وهذا أثبت" (مسائل الإمام أحمد رواية ابنه صالح ٢/ ٢٨٤).

وقال الترمذي (عقب رواية حفص بن غياث): "وقد روى هذا الحديث إسماعيل بن إبراهيم، وغيره عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة عن عبد الله أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ... الحديث بطوله، فقال الشعبي: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تستنجوا بالروث، ولا بالعظام، فإنه زاد إخوانكم من الجن»، وكأن رواية إسماعيل أصح من رواية حفص بن غياث".

وقال ابن خزيمة: "هذا الحديث ثابت صحيح عن علقمة، عن عبد الله، وإنما اختلف أصحاب داود بن أبي هند في إسناده، فأدرج عبد الأعلى، وابن أبي زائدة حديث الشعبي المرسل، مع حديثه عن علقمة المتصل، وميز بعضهم، فجعل الزيادة عن الشعبي مرسلة" (إتحاف المهرة لابن حجر ١٠/ ٣٥١). وذكر الدارقطني الخلاف السابق على داود بن أبي هند في من أدرج آخر الحديث ممن فصله؛ ثم قال: "والصحيح قول من فَصَلَهُ؛ فَإِنَّهُ من كلام الشعبي مرسلًا" (العلل ٥/ ١٣١)، وانظر: (التتبع والإلزامات ص ٢٣٤). وأَقَرَّه ابن سيد الناس في (النفح الشذي ١/ ٢٢١).

قلنا: وقد تعقب النوويُّ إعلالَ الترمذي والدارقطني:

فقال- عقب ذكره لإعلال الترمذي للزيادة الأخيرة -: "لا يُوَافَقُ الترمذي، بل المختار أَنَّ هذه الزيادة متصلة" (المجموع شرح المهذب ٢/ ١١٨).