وعلى هذا فهو منقطع بين القرظي وبين ابن مسعود المتوفي سنة (٣٢، أو ٣٣ هـ)، أي قبل أَنْ يولد القرظي بثماني سنوات! .
ومع ذلك مرّض الحافظ ابن حجر القولَ بعدم السماع، فقال في ترجمة القرظي:"روى عن العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وابن مسعود وعمرو بن العاص وأبي ذر وأبي الدرداء، يقال: إن الجميع مرسل"(تهذيب التهذيب ٩/ ٤٢٠، ٤٢١).
هكذا بصيغة التمريض، مع أَنَّ ابن حجر نفسه قد اعتمد في (التقريب) قولَ يعقوب، فقال في ترجمة القرظي:"ولد سنة أربعين على الصحيح، ووهم من قال: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال البخاري: إن أباه كان ممن لم ينبت من سبي قريظة، مات محمد سنة عشرين، وقيل قبل ذلك"(التقريب ٦٢٥٧).
فلعله تبع في (التهذيب) ما في أصله وهو (تهذيب الكمال ٢٦/ ٣٤١)، حيث ذكره المزي فيه بصيغة التمريض أيضًا، وسبب ذلك أَنَّ الضحاك بن عثمان، روى عن أيوب بن موسى قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: سمعت عبد الله بن مسعود، وساق حديثًا قد خرجه الترمذي (٣١٣١)، ثم قال:"هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، سمعت قُتَيْبَة بن سعيد، يقول: بلغني أَنَّ محمد بن كعب القرظي وُلِدَ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم"اهـ.
وقال أبو داود:"سمع من على ومعاوية وعبد الله بن مسعود"(تهذيب التهذيب ٩/ ٤٢١).
قال العلائي:"وهذا هو الصحيح"! ، واحتج له بحديث الضحاك، وقول