للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، فَإِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ رَفَعَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَتَهُ، وَإِنْ قَعَدَ قَعَدَ سَالِمًا»؟ !

فَجَعَلَ (خروجه من خطاياه كيوم ولدته أمه) بمجردِ الانتهاءِ منَ الوضوءِ! وهذا أعظمُ مما استكثره أبو أمامةَ في حديثِ عَمرٍو! فلو كان الحديثُ عنده بهذا اللفظِ أو حتَّى بمثلِ لفظِ عَمرٍو، لما استغربه من عمرٍو، واستثبته فيه! !

وكلُّ واحدٍ من الستةِ الذين خالفوه مُقَدَّمٌ بمفردِهِ على شَهْرٍ، فكيفَ وقد اجتمعوا؟ ! وكيف وقد اضطربَ فيه شهرٌ كما سبقَ؟ !

ورغم ذلك قال المنذريُّ: "رواه أحمدُ وغيرُهُ .. ، وهو إسنادٌ حسنٌ في المتابعاتِ، لا بأسَ به" (الترغيب والترهيب ١/ ٩٤/ ٢٩٥). وأقرَّهُ المُناويُّ في (التيسير ١/ ٤١٥)، والألبانيُّ في (الصحيحة ٤/ ٣٥٢).

وهذا مع ما فيه أفضل من قولِ الهيثميِّ: ((رواه أحمدُ والطبرانيُّ في (الكبير والأوسط)، وفي إسنادِ أحمدَ: عبد الحميد بن بهرام عن شهر، واختلف في الاحتجاج بهما، والصحيحُ أنهما ثقتان، ولا يقدحُ الكلامُ فيهما))! ! (المجمع ١١٢٤).

ومن قول السيوطي: "إسنادُهُ حسنٌ" (الدر المنثور ٥/ ٢١٤)، ورمزَ لَهُ بالحسنِ في (جامعه الصغير ٢٩٩٨).

وقولُ الألبانيِّ في موضعٍ آخر: "صحيحٌ لغيرِهِ" (صحيح الترغيب والترهيب ١٨٧).

قلنا: وقولُ المنذريِّ: "وهو إسنادٌ حسنٌ في المتابعاتِ"، يقضي بأنه لا يُحَسَّن إذا لم يتابعْ، فكيفَ وقد خُولِفَ كما سبقَ؟ ! !

فأما المتابعاتُ التي أشارَ إليها، فعامتُهَا طرقٌ معلولةٌ، مَرَدها إلى طريقِ شَهْرٍ، وأفضلها سندًا طريق الرقي السابق، ومع ما فيه فليسَ موافقًا لسياقةِ