للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وعليه في بعض هؤلاء إنكار، فإن سعيد بن المسيب ليس بهذه المثابة؛ لأنه وُلِد في خلافة عمر، ولم يسمع من أكثر العشرة. وقد قال بعضُهم: لا تصحُّ له رواية عن أحدٍ من العشرةِ إلا سعد بن أبي وقاص)) (مقدمة ابن الصلاح، ت عتر، صـ ٣٠٣).

قال العراقيُّ -متعقبًا ابنَ الصَّلاحِ-: ((قوله عند ذكر سعيد بن المسيب: (وقد قال بعضُهم: لا تصحُّ له رواية عن أحدٍ من العشرةِ إلا سعد بن أبي وقاص) انتهى. قلتُ: هكذا أبهم المصنف قائل ذلك.

والظاهر أنه أَخَذ ذلك من قول قتادة الذي رواه مسلم في (مقدمة صحيحه) من رواية همام، قال: ((دخل أبو داود الأعمى على قتادة، فلما قام قالوا: إن هذا يزعم أنه لقي ثمانية عشر بدريًّا)) (١).

وأما سماعه من عثمان وعلي فإنه ممكن غير ممتنع، ولكن لم أَرَ في الصحيح التصريح بسماعه من واحد منهما.

وذَكَر الحافظ أبو الحَجاج المزيُّ في (تهذيب الكمال) أن روايتَه عنهما في الصحيحين.

ولم أَرَ له عنهما في (الصحيحين) إلا قوله: (إن عمر وعثمان كانا يفعلان


(١) رواه مسلم في (مقدمة الصحيح ١/ ٢٢) قال: وحدثني حسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا همام، قال: دخل أبو داود الأعمى على قتادة، فلما قام، قالوا: إن هذا يزعم أنه لقي ثمانية عشر بدريا، فقال قتادة: «هذا كان سائلًا قبل الجارف، لا يعرض في شيء من هذا، ولا يتكلم فيه، فوالله ما حدثنا الحسن عن بدري مشافهة، ولا حدثنا سعيد بن المسيب عن بدري مشافهة، إلا عن سعد بن مالك».