للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(إكمال تهذيب الكمال ٥/ ٣٥٢).

قلنا: والراجحُ لدينا أنه لا يُحفظ لسعيد بن المسيب عن عثمانَ رواية مرفوعة كما قال ابنُ البرقي، إلَّا من طرقٍ ضِعَافٍ كما في روايتنا هذه. والله أعلم.

ومما يدلُّ على ضَعْفِ هذا الحديثِ- ما رواه أحمدُ (١٤٩٢٠)، وغيرُهُ بسندٍ صحيحٍ عن قتادةَ قال: ((قال لي سليمانُ بنُ هشامٍ: إن هذا -يعني الزهريَّ- لا يَدَعُنا نأكلُ شيئًا إلا أَمَرَنا أن نتوضَّأَ منه -يعني ما مَسَّتُه النارُ-، قال: فقلتُ له: سألتُ عنه سعيدَ بنَ المسيّبِ فقال: إذا أَكلتَهُ فهو طيبٌ ليس عليك فيه وضوءٌ، فإذا خرجَ فهو خَبيثٌ عليك فيه الوضوءُ. قال: فهل بالبلد أحد؟ قال: قلت: نعم، أقدمُ رَجُلٍ في جزيرة العرب علمًا، قال: مَن؟ قلتُ: عطاء بن أبي رباح. قال: فبعثَ إليه، فقال: حدَّثني جابرٌ أنهم أَكَلوا مع أبي بكر الصديق خبزًا ولحمًا، فَصَلَّى ولم يَتَوَضَّأْ)).

فلو كان عند سعيدٍ عن عثمانَ هذا الحديث لاحتاجَ إليه وأسندَه لقتادةَ، وما احتاجَ لرواية عطاء بن أبي رباح عن جابرٍ عن أبي بكر قوله. والله أعلم.

قلنا: ومع هذا قال الهيثميُّ: "رواه أحمدُ، وأبو يعلى، والبزارُ ... ورجال أحمد ثقات" (المجمع ١٣١٢، ١٣١٣).

وصَحَّحَ سندَهُ الشيخُ أحمد شاكر في (تحقيقه على المسند ١/ ٣٨٠).

قلنا: وقد جاء الحديثُ من طرقٍ أُخرَى، منها ما رواه أبو يعلى - (إتحاف الخيرة المهرة ٦٢٩/ ٣)، و (المقصد العلي للهيثمي ١٥٠) - قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا عبد السلام بن حرب، عن إسحاق بن عبد الله، عن محمد بن أبي أمامة، عن أبان،