ونَقَلَ العُقيليُّ عن البخاريِّ أنه قال:"عمران بن أوس بن ضمعج عن أبيه، ولا يتابعُ عليه، ولا يتبين سماعه من عائشة".
ثم قال العقيليُّ:"وفي ترك الوضوء مما مست النار أحاديث بأسانيد جياد"(الضعفاء للعقيلي).
قلنا: عمران ذَكَره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات ٩٨٦٠).
وقول البخاريِّ:"ولا يتبينُ سماعه من عائشة" يعني سماع أبيه: أوس بن ضمعج.
وتنزيل هذا الحكم على هذه الرواية فيه إشكال؛ لأن أوسًا من كبارِ التابعين، وقد سمع من عائشة كما نصَّ عليه البخاريُّ نفسُه في ترجمته من (التاريخ ٢/ ١٧)، ولا يُعْرَف أوس بتدليس.
والظاهر أن عبارةَ البخاريِّ التي رواها العقيليُّ مُنَزَّلةً على ما أسندَهُ البخاريُّ في ترجمةِ أوسٍ منَ (التاريخ ٢/ ١٧) قائلًا: قال لي علي: حدثنا مَرْوان، عن عمران بن أوس بن ضمعج الحضرمي، سمعَ أباه:((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ عِنْدَ عَائِشَةَ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ)).
فهذه الروايةُ ظاهرها الإرسال، وهي التي ينطبق عليها قول البخاري:"ولا يتبين سماعه من عائشة"، فتنبه، وإن كان هذا هو المحفوظ عن مَرْوان، فقد خالف أبا معاوية في وصله وأرسله، وهذه علةٌ أخرى لهذا الطريق. والله أعلم.