للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقد أشارَ ابنُ الأثيرِ إلى أنه وهم في ذلك)). (الإصابة ١٤/ ٦ - ٧).

وأما داود بن أبي هند عن إسحاق، فقد اختُلف عليه أيضًا:

فرواه جعفر بن سليمان الضبعي، عن داود، عن إسحاق الهاشمي، عن صفية قالتْ: ((دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ كَتِفًا بَارِدًا، وَكُنْتُ أَسْحَاهَا (١) لَهُ، فَأَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى)). هكذا جعل الحديث من مسندِ صفيةَ، ولم يُفْصِحْ عن نَسَبِهَا.

أخرجه ابنُ أبي عاصمٍ في (الآحاد والمثاني ٣١٦١)، وغيره من طريقِ جعفرٍ، به.

قال ابنُ أبي عاصم -عقبه-: ((أم حكيم اسمها صفية رضي الله عنها)).

قلنا: ذهبَ ابنُ أبي عاصمٍ في ذلك إلى ما رواه في (الآحاد والمثاني ٣١٦٠) قال: أخبرنا عقبةُ بنُ مُكْرَمٍ، نَا مَحْبُوبُ بنُ الحسنِ، قال: قال داودُ بنُ أبي هِنْدَ: دَخَلْتُ أَنَا وَالحَسَنُ وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ- عَلَى إِسْحَاقَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ، فَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ: يَا أَبَا يَعْقُوبُ، حَدِّثْ أَبَا سَعْيدٍ بِحَدِيثِ الكَتِفِ. فَقَالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ الزُّبَيْرِ، رضي الله عنها، ((أَنَّهَا كَانَتْ تَصْنَعُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا، فَتَبْعَثُ بِهِ إِلَيْهِ، وَرُبَّمَا أَتَاهَا فَأَكَلَ عِنْدَهَا، وَأَنَّهَا زَعَمَتْ أَنَّهُ أَتَاهَا ذَاتَ يَوْمٍ، فَأَتَتْهُ بِكَتِفٍ، فَجَعَلَتْ تَسْحَاهَا (٢) لَهُ، وَزَعَمَتْ أَنَّهُ أَكَلَ وَلَمْ


(١) قال الأزهري في (تهذيب اللغة ٤/ ١٨٠): ((وَفِي الحَدِيث أَن أُمَّ حَكِيم أَتَته بِكَتِفٍ، فَجعلت تَسْحَلُها لَهُ: أَي تَكْشِطُ مَا عَلَيْهَا من اللَّحْم))، وانظر: (غريب الحديث للخطابي ١/ ٣٢٥)، وفي (النهاية لابن الأثير ٢/ ٣٤٧) قال: "السَّحْلُ: القَشْر والكَشْط: أَيْ تكْشطُ مَا عَلَيْهَا مِنَ اللَّحْمِ: ورُوى «فجعلَت تَسْحَاهَا» وَهُوَ بِمَعْنَاهُ".
(٢) انظر الحاشية السابقة.