للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقد ساقَ أبو يعلى أولَ المتنِ الذي ساقه الطبرانيُّ والدولابيُّ عن ابنِ فُضيلٍ، حيثُ جاء فيه: ((دَخَلَ رَسُولُ اللهِ بَيْتَ فَاطِمةَ)). قال ... وذكر الحديث. مما يدلُّ على أن مقصدَ أبي يعلى هو حديثنا هذا لا غيره.

وقد ساقَ الألبانيُّ سندَ الطبرانيِّ وأحالَ عليه سند أبي يعلى، فقال رحمه الله: ((حديثُ ((إِنَّ أَطْهَرَ طَعَامِكُمْ لَمَا مَسَّتْهُ النَّارُ)): ضعيفٌ؛ أخرجه الطبرانيُّ في (المعجم الكبير ١/ ١٣٢/١)، وأبو يعلى في (مسنده ٤/ ١٥٩٩) -ولم يَسُقْ لفظه- من طريق محمد بن إسحاق، عن أبيه، عنِ الحسنِ بنِ عليٍّ رضي الله عنه: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ فَاطِمَةَ، فَنَاوَلَتْهُ كَتِفَ شَاةٍ مَطْبُوخَةٍ، فَأَكَلَهَا، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَأَخَذَتْ ثِيَابَهُ فَقَالَتْ: أَلَا تَوَضَّأُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ! قَالَ: «مِمَّ يَا بُنَيَّةُ؟ ! » قَالَتْ: قَدْ أَكَلْتَ مِمَّا مَسَّتْهُ النَّارُ؟ ! قال ... " فذكره.

قلت: وإسنادُهُ ضعيفٌ على ثقة رجاله؛ فإن ابنَ إسحاقَ مدلسٌ وقد عنعنه، على أن في حفظه شيئًا؛ ولذلك فهو حسنُ الحديثِ إذا صرَّح بالتحديثِ ولم يكن فيما رواه علة.

ولذلك قال الذهبيُّ -في آخر ترجمته-: "فالذي يَظهرُ لي أن ابنَ إسحاقَ حسنُ الحديثِ، صالحُ الحالِ، صدوقٌ، وما انفردَ به ففيه نكارةٌ؛ فإن في حفظه شيئًا، وقد احتجَّ به أئمة، فالله أعلم، وقد استشهدَ مسلمٌ بخمسة أحاديث لابنِ إسحاقَ ذكرها في (صحيحه) ".

فإن قيل: يَبعد أن يكون بين محمد بن إسحاق وأبيه شخص، ثم دلَّسَه ابنُ إسحاق.

قلت: إِنْ سَلَّمنا ذلك، فقد وُجدتُ له علةً، وهو الاختلافُ في سندِهِ