إن وضع لطلب الفعل فهو أمرٌ، وإن وضع لطلب الكف فهو نهي، وإن وضع لطلب الإفهام فهو استفهام.
وإن لم يوضع لطلب فهو التنبيه، ويندرج فيه التمني، والترجي، والقسم، والنداء.
واختلفوا في أن الصيغ التي تستعمل في الشرع لتستحدث بها الأحكام، مثل {{بعت}} و {{اشتريت}} و {{طلقت}} أخبار وإنشاء؟
قال المصنف: الصحيح أنه إنشاء، وذلك لأربعة أوجه:
الأول: أنه محكوم فيه بنسبة خارجية؛ لأنه لا [١٠٠/أ] خارج له.
الثاني: أنه غير قابل للصدق والكذب، وهو خاصة متساوية للخبر فإذا انتفى، انتفى.
وفيه نظر؛ لأن دعوى التساوي دعوى باطلة.
الثالث: أنه لو كان خبراً كان ماضياً؛ لأن الصيغة صيغة الماضي ولم يوجد {{. . .}} ولو كان ماضياً لم يقبل التعليق؛ لأنه توقيف وجود أمرٍ على غيره والماضي وجد ومضى، فلا يتوقف وجوده على شيء.
الرابع: أنا نقطع بالفرق بين {{طلقت}} إذا قصد به وقوع الطلاق، وبين {{طلقت}} إذا قصد بها الإخبار، ولهذا إذا قال الرجل للمطلقة الرجعية: طلقتك. سئل عنه، ماذا يريد الإيقاع أو الإخبار عن طلاق سابق، ولولا الفرق لما سُئِلَ.