للشجاع، والحمار للبليد، وشابت لمة الليل لظهور الصبح. واقع لا محالة، وكذا لغيرها من المعاني بطريق الحقيقة، فلو كانت هذه المعاني ــ أيضاً ــ بطريق الحقيقة لم يسبق الذهن إلى أحدهما عند عدم القرينة، لكن يسبق إلى غيرها فكانت فيها مجازات.
واستدل الأستاذ المخالف: بأنه لو وقع لاختل التفاهم؛ لأن إطلاق اللفظ على المفهوم المجازي [٣٩/ب] إن كان بقرينة فقد يذهل المخاطب عنها فلا يفهم، وإن كان بغيرها تبادر إلى الذهن المفهوم الحقيقي، واختل فهم المراد.
وأجاب المصنف: بأن هذا يدل على استبعاد وقوع المجاز. وفيه مراعاة للأستاذ، وإلا فهو فاسد؛ لأن الذهول عرضي مفارق، غير شامل، نادر الوقوع فأنى يقاوم القاطع المذكور.
ص ــ مسألة: وهو في القرآن، خلافاً للظاهرية. بدليل {ليس كمثله شيء}، {واسأل القرية}، {يريد أن ينقض}{فاعتدوا عليه}، {سيئة مثلها} وهو كثير.
قالوا: المجاز كذب؛ لأنه ينفي فيصدق.
قلنا: إنما يكذب إذا كانا معاً للحقيقة.
قالوا: يلزم أن يكون الباري متجوزاً.
قلنا: مثله يتوقف على الأذن.
ش ــ قيل:{{الواو}} للحال من ضمير {{واقع}} وليس بصحيح لاستلزامه أن