للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (٤٧)} [البقرة: ٤٧]:

هذه الآيةُ نظيرُ الآية المتقدِّمة من حيث المخاطَب، والمقصودُ بالخطاب هو التذكيرُ بنِعم الله، وتقدَّمَ أنَّ المراد بإسرائيلَ: نبيُّ الله يعقوب (١).

وقوله: {اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}: أي نعمي التي أنعمتُ عليكم وعلى آبائكم، واشكروها بالإيمان بمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم واتِّباعِه.

وقوله: {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (٤٧)} المعنى: واذكروا أني فضَّلتُكم على العالمين، وتفضيلهم على العالمين هي إحدى نِعَمِه العظيمة عليهم؛ فَعطْفُ هذه النِّعمة على ما قَبلها من عَطْفِ الخاصِّ على العام (٢).

وقوله: {عَلَى الْعَالَمِينَ (٤٧)}: أي عالَم زمانِهم فلا يكونون أفضل من أمَّة محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (٣)، وأعاد في هذه الآية الخطابَ لبني إسرائيل، والأمر بذكر نعمه تأكيدًا، ولأمرهم باتِّقاء اليوم الذي لا تجزي نفسٌ عن نفسٍ شيئًا، ولِتذكيرهم بالنِّعمِ التي أنعمَ اللهُ بها على آبائهم؛ كما في الآيات من قوله: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ}.

* * *


(١) ينظر: (ص ١٠٦).
(٢) ينظر: «البحر المحيط» (١/ ٣٠٥)، و «تفسير أبي السعود» (١/ ٩٨).
(٣) وهو قول قتادة وأبي العالية ومجاهد وابن زيد، وذكره ابن قتيبة في «غريب القرآن» (ص ٤٨)، وقال: «وهو من العام الذي أريد به الخاص». ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٦٢٩ - ٦٣٠)، و «التفسير البسيط» (٢/ ٤٦٧).

<<  <   >  >>