للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُون (١٥٤)} [البقرة: ١٥٤]:

هذا نهيٌ من الله لعباده المؤمنين؛ أن يقولوا لِمَنْ يُقتل في سبيل الله أنهم أمواتٌ كسائر الأموات، فإنهم وإن فارقوا الحياةَ الدنيا بالقتلِ فإنهم أحياءٌ عند الله حياةً برزخيةً ليست كحياتهم في الدنيا، ولكنَّ المؤمنين لا يشعرون بهذه الحياة؛ لأنها مِنْ أحوال الغيب. وقوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا}: معطوفٌ على قوله: {اسْتَعِينُواْ}. و {أَمْوَاتٌ}: خبرٌ لمبتدأ محذوفٍ؛ أي: هم أموات.

{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَل فِي سَبِيل اللَّه}: هم {أَمْوَات بَلْ} هم {أَحْيَاءٌ} أرواحُهم في حواصلِ طيورٍ خُضْرٍ، تسرحُ في الجنة حيث شاءتْ لحديثٍ بذلك، {وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ} تعلمون ما هم فيه.

وقولُ المؤلِّف: (أرواحهم … ) إلى آخره: الحديثُ الذي أشار إليه هو في «مسلم» مُطوَّلًا في باب: بيان أنَّ أرواح الشهداء في الجنة (١).

* * *


(١) رواه مسلم (١٨٨٧) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

<<  <   >  >>