يُبيِّنُ تعالى في هذه الآية وقتَ الصيام الذي فرضه على عباده، وهو شهرُ رمضان، و {شَهْرُ} قُرِئ بالرفع والنصب (١):
فعلى الرفع: يحتمل أنه خبرُ مبتدأ محذوف تقديره: هن؛ أي: الأيام المعدودات شهرُ رمضان، أو بدل من الصيام في قوله:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}، على حذف مضافٍ أُقيمَ المضافُ إليه مقامه؛ أي: كُتبَ عليكم صيامُ شهر رمضان.
وعلى النصب: مفعولٌ لفعلٍ محذوفٍ؛ أي: صوموا شهرَ رمضان، وإضافةُ شهر إلى رمضان من إضافة الشيء إلى اسمه؛ كيوم الخميس. وقوله تعالى:{الَّذِيَ أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}: صفةٌ لشهر، ومعنى: إنزال القرآن فيه: ابتداءُ نزوله في ليلة القدر، وهي: ليلة من ليالي رمضان؛ لقوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر (١)} [القدر: ١]، وقوله:{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ}[الدخان: ٣].
وقوله:{هُدًى لِلنَّاسِ}: أي: هاديًا للناس، فهو مصدرٌ بمعنى اسم الفاعل نصب على الحال، أو مفعول لأجله؛ بمعنى: لهداية الناس.
(١) عزيت للحسن، ومجاهد، وشهر بن حوشب، وهارون الأعور عن أبي عمرو، وأبي عمارة عن حفص عن عاصم. ينظر: «مختصر في شواذ القرآن» لابن خالويه (ص ١٩)، و «معاني القرآن» للفراء (١/ ١١٢)، و «إعراب القرآن» للنحاس (١/ ٩٥)، و «المحرر الوجيز» (١/ ٤٤٢)، و «البحر المحيط» (٢/ ١٩٣)، وهذه القراءة دون نسبة لأحد في كثير من المصادر.