لَمَّا ذكر اللهُ أَهلَ الفضلِ؛ وهم المنفقون، وأَهلَ الظلمِ؛ وهم أَكلةُ الربا؛ ذكر أَهلَ العدلِ؛ وهم الذين يكسبون المالَ للتجارة المشروعة، ومنها: البيعُ إلى أَجلٍ؛ فقال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ … } الآية: يأمر اللهُ المؤمنين إذا تداينوا بأَن باعوا سلعةً بثمنٍ إلى أَجلٍ مُسمَّى، أو باعوا سلعةً بثمنٍ حاضرٍ وتسليمها مؤجلًا وهو بيعُ السَّلَم، وقد جاء عن ابن عباسٍ أَنَّ هذه الآيةَ نزلت فيه (١)، فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قدِم المدينةَ وهم يُسلمون في الثمار السنةَ والسنتين؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ أَسلف في شيءٍ فليُسلفْ في كيلٍ
(١) قال ابن عباس في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ}، قال: نزلت في السلم في الحنطة في كيل معلوم إلى أجل معلوم. ينظر: «تفسير الطبري» (٥/ ٧٠ - ٧١)، و «تفسير ابن أبي حاتم» (٢/ ٥٥٤).