للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٨)} [البقرة: ٢٨]:

هذا توبيخٌ من الله للكافرين بالله واليوم الآخر وتعجُّبٌ من حالهم، وهم يعلمون أحوالَ الموت والحياة، وقد كانوا أمواتًا في الأصلاب والأرحام فأحياهم الله هذه الحياة الدنيا ثم يميتهم فيفارقون الدنيا، ثم يُحيهم يوم القيامة فيَبعثهم من القبور ثم يرجعون إلى الله ليجزيهم بأعمالهم، فهم يعلمون الموتتين والحياة الأولى ويُنكرون الحياة الأخرى فكفروا بذلك بربهم.

{كَيْفَ تَكْفُرونَ} يا أهلَ مكة {باللهِ و} قد {كُنْتُمْ أَمْوَاتًا} نُطَفًا فِي الأصلَاب {فَأَحْيَاكُمْ} في الأرحامِ والدنيا بنفخِ الروح فيكم. والاستفهامُ للتعجيبِ مِنْ كُفْرهمْ مع قيام البرهان، أو لِلتَّوْبِيخِ {ثُمَّ يُمِيتكُمْ} عِنْد انتهاءِ آجالِكم {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} بالبعثِ {ثُمَّ إلَيْهِ تُرْجَعُونَ} تُرَدُّونَ بعد البعث فيُجازيكم بأعمالِكم.

وقولُ المؤلِّف: (يا أهلَ مكة): يريد أنَّ الخطابَ في الآية للكفار بمكة، وهذا التخصيص غير صحيح؛ لأنَّ ذلك خلافُ ظاهر الآية، بل الخطاب للكفار والمنافقين الذين تقدم ذِكْرُهم في أول السورة، وذُكِروا فيما بعد، وأيضًا فالسورة مدنية فالمخاطَبُ بها الكفار من أهل الكتاب والمنافقين.

وقوله تعالى: {وكُنْتُمْ أَمْوَاتًا}: زاد المؤلِّف «قد» الدالَّة على التحقيق، والواو للحال.

<<  <   >  >>