يُخبر تعالى عن الذين لا يعلمون؛ وهم المشركون الذين لا كتاب لهم ككفار قريش؛ أنهم قالوا على وجه التعنُّتِ والعناد للرسول صلى الله عليه وسلم قالوا:{لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ} فنسمع كلامَه {أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ} خارقةٌ تدلُّ على أنك رسولٌ كما قال تعالى: {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (٩٠)} إلى قوله: {أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ}[الإسراء: ٩٠ - ٩٣]، قال الله:{كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ}، وكذلك قول بني إسرائيل لموسى:{لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً}[البقرة: ٥٥]، قال الله تعالى:{تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ}؛ أي: في عدم الإيمانِ والانقيادِ، فتشابهت أقوالُهم، ثم قال تعالى:{قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ}: أي أوضحنا وفصَّلنا الآيات المبينة للحقِّ بينها {لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (١١٨)}، وهم الذين يستمعون لها ويتدبَّرونها فيؤمنون ويوقنون بما دلَّت عليه، وهؤلاء هم المنتفعون بآيات الله ولذا خُصُّوا بالذِّكر.
{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} أي: كفارُ مكة للنبي {لَوْلَا} هلَّا {يُكَلِّمنَا اللَّه} أنك رسوله {أَوْ تَأْتِينَا آيَة} مما اقترحناه على صِدقك {كَذَلِكَ} كما قال هؤلاء {قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ} من كفار الأمم الماضية لأنبيائهم {مِثْل قَوْلهمْ} من التعنُّتِ وطلبِ الآيات {تَشَابَهَتْ قُلُوبهمْ} في الكفر والعناد، فيه تسليةٌ للنبي صلى الله عليه وسلم {قَدْ بَيَّنَّا الْآيَات لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} يعلمون أنها آيات فيؤمنون، فاقتراح آيةٍ معها تعنُّتٌ.