يُذكِّرُ تعالى في هذه الآية بني إسرائيل الموجودين زمن النبي صلى الله عليه وسلم بما جرى لإسلافهم من أَخْذِ الميثاق ورفعِ الطور فوقهم؛ ليوفوا بعهد الله فيعملوا بما جاءهم به موسى بالألواح، ثم إنهم أصروا على العصيان، فلمَّا قيل لهم اسمعوا؛ قالوا:{سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}، فهذه ثلاثةُ أمورٍ تُكذِّبُهم وتُبطل زعمَهم الإيمان بما أُنزل عليهم:
فأول الأمور الثلاثة: قتلهم أنبياء الله.
الثاني: اتخاذهم العجل من بعد ما جاءهم موسى بالبينات.
الثالث: قولهم لَمَّا أُمروا بالأخذ بما في التوراة قالوا: {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}.
وهذه الأمور وإن كانت من فِعل أسلافهم فاليهود الموجودون ماضون على طريقهم راضون بأفعالهم؛ فلذا توجَّه الخطابُ لهم بالتكذيب والتوبيخ.
وقوله تعالى:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ} المعنى: واذكروا حين أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطورَ، وقلنا لكم:{خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا}، المعنى: اقبلوا ما جاءكم به موسى من التوراة في الألواح واعملوا به، واسمعوا سماعَ استجابة وطاعة.