الخطابُ لبني إسرائيل الموجودين زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهم اليهود حول المدينة كما تقدَّم في نظائر هذه الآية، والتقدير: واذكروا حين أخذنا ميثاقكم؛ أي: عهدكم المؤكد، وهو العهد الذي أُخِذ على آبائهم، وموجبه لازم لهم.
وقوله:{لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ}: بيانٌ لِمَا تضمَّنه الميثاقُ من التكليف، وهو أمران:
الأول: ألَّا يسفكوا دماءهم؛ أي: لا يقتل بعضهم بعضًا.
والثاني: ألَّا يُخرجوهم من ديارهم؛ أي: بإجلائهم عنها.
وقوله: {ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (٨٤)}: أي قبلتم ما تضمَّنه الميثاقُ ووافقتم عليه وأنتم تشهدون بذلك على أنفسكم، ثم أنتم يا هؤلاء المخاطَبون بهذا القرآن بعد ذلك تنقضون الميثاقَ؛ فيقتل بعضُكم بعضًا ويُخرج بعضُكم بعضًا من ديارهم.