الإشارةُ إلى أمة إبراهيم وبنيه ويعقوب وبنيه، يُخبر تعالى عنهم بأنهم أمَّة قد خَلَت؛ أي: مَضَت، فقَدِموا على ما قَدَّموا من أعمالهم الصالحة، فلهم ما كسبوا من ثواب أعمالهم الصالحة مختصٌّ بهم لا يَعدوهم إلى غيرهم، فيبطل الاتِّكال في النجاة على أعمالهم بسبب الانتساب إليهم، ولكم أيها اليهود والنصارى ما كسبتم من جزاء أعمالكم مختصٌّ بكم، وكلٌّ مسؤولٌ عن عمله، لا أنتم مسؤولون عنهم ولا هم مسئولون عنكم، كما قال تعالى:{مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ}[الأنعام: ٥٢]، وقوله تعالى: {أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (٤١)} [يونس: ٤١].
{تِلْكَ} مبتدأ، والإشارةُ إلى إبراهيم ويعقوب وبنيهما، وأُنِّثَ لتأنيث خبره {أُمَّة قَدْ خَلَتْ} سَلَفت {لَهَا مَا كَسَبَتْ} من العمل؛ أي: جزاؤه، استئناف {وَلَكُمْ} الخطابُ لليهود {مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} كما لا يسألون عن عملكم، والجملةُ تأكيدٌ لِمَا قبلها.
وقولُ المؤلِّف:(مبتدأ): يُبيِّنُ أنَّ اسمَ الإشارة مبتدأٌ، وخبره {أمة}، قال: وأُنِّث لتأنيث الخبر. قال: والمشارُ إليهم إبراهيم ويعقوب وبنوهما.
وقولُه:(سَلَفت): هذا تفسيرٌ لِـ {خَلَتْ}، وفي معناه: مضت.