يُخبر تعالى أَنَّه يَمنُّ على مَنْ يشاء فيؤتيه من فضله العظيم، وهو أَنْ يؤتيه الحكمةَ، والحكمةُ: إصابةُ الحقِّ في العلم والعمل، فتشملُ كلَّ علمٍ صحيحٍ وعملٍ صالحٍ، ويجمعُ ذلك الفقهُ في الدِّين، ولهذا فُسِّرت الحكمةُ في هذه الآية بالفقه في كتاب اللهِ وسنَّةِ رسولِه صلى الله عليه وسلم، وأَعلى مراتبِ الحكمة هي النبوةُ، وتُفسَّرُ بها في بعض المواضع من آي القرآن؛ كقوله تعالى في داود:{وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ}[البقرة: ٢٥١](١).
وقوله:{وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}: وهذا امتنانٌ من الله على مَنْ آتاه الحكمةَ بأنه قد أُوتيَ حظًّا عظيمًا، ومعلومٌ أَنَّ مَنْ آتاه اللهُ العلمَ الصحيحَ النافعَ والعملَ الصالحَ فقد نال أَعظمَ سببٍ للسعادة والفوزِ العظيمِ.