للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٨)} [البقرة: ٤٨]:

{وَاتَّقُوا}: أي اتخذوا وقايةً من الإيمان والعملِ الصالح تَقيكم شرَّ ذلك اليوم.

{لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا}: أي لا يُغني أحدٌ عن أحدٍ، ولا تكون نفسٌ فداءً عن نفسٍ، ولو كان أقربَ قريب؛ كقوله تعالى: {وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا}.

{وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ}: أي ولو وُجدَ شافعٌ لم تُقبل شفاعتُه، ولكن ليس هناك من يشفع للظالمين؛ أي المشركين؛ كما قال تعالى عن الكفار: {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (١٠٠) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (١٠١)} [الشعراء: ١٠٠ - ١٠١].

{وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ}: أي فداء؛ كما قال تعالى: {وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا} [الأنعام: ٧٠] (١).

{وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٨)}: أي ليس لهم مَنْ ينصرُهم، ويُنجيهم من عذاب الله.

{يَا بَنِي إسْرَائِيلَ اُذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} بالشكر عليها بطاعتي {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ} أي آباءكم {عَلَى الْعَالَمِينَ} عالمي زمانهم. {وَاتَّقُوا} خافوا {يَوْمًا لَا تَجْزِي} فيه {نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} هو يوم القيامة {وَلَا تُقْبَلُ} بالتاء والياء {مِنْهَا شَفَاعَةٌ} أي ليس لها شفاعة فتقبل {فَمَا لَنَا مِنْ شافعين}. {وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} فداء {وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} يُمنعون من عذاب الله.


(١) ينظر: «غريب القرآن» لابن قتيبة (ص ٤٨).

<<  <   >  >>