يُذكِّر اللهُ - تعالى - نبيَّه والمؤمنين مخبرًا لهم ببناء إبراهيمَ وإسماعيلَ البيت داعيين ربَّهما؛ أن يتقبَّل منهما، وأن يجعلهما مسلمين له، ويجعل من ذرِّيتهما أمَّةً مسلمةً له، وأن يُريهما مناسكهما التي يتعبَّدان لله بها؛ وهي: مناسك الحج، وأن يتوبَ عليهما، ويبعثَ في ذرِّيتهما رسولًا منهم يتلو عليهم آياتِ الله ويُعلمهم الكتابَ والحكمةَ ويزكِّيهم، وقد أجاب اللهُ دعاءهما لأنفسهما وذرِّيتهما، وأعظمُ ذلك بعثة محمد صلى الله عليه وسلم من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وقد كان صلى الله عليه وسلم بالصفة التي دعا بها إبراهيُم وإسماعيل، وامتنَّ اللهُ بذلك على المؤمنين؛ كما قال تعالى:{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}[آل عمران: ١٦٤]، فهدى اللهُ به إلى الإسلام كثيرًا من ذرية إسماعيل، فكان ذلك من إجابة الله لذلك الدعاء.