تقدَّم نظيرُ هاتين الآيتين «٤٧» و «٤٨»؛ أمَّا الآيةُ الأولى فتقدَّم مثلها بلفظها ومعناها، وأمَّا الآيةُ الثانيةُ فتقدَّمت بقريبٍ من لفظها ومعناها، ومن الفرق بينهما أنَّ النفسَ المنفيَّ عنها قبول الشفاعة وأخذ العدل في الآية الأولى هي النفسُ الجازية، والنفسَ المنفيَّ عنها قبول العدل ونفي نفع الشفاعة في الآيةِ الأخيرة هي النفسُ المجزي عنها، ويظهر ذلك بعود الضمائر، وما سوى ذلك قد تقدَّم عند ذكر الآيتين «٤٧» و «٤٨»، ويُلاحظ أنَّ هاتين الآيتين «١٢٢»، «١٢٣» خُتم بهما خطابُ بني إسرائيل والخبرُ عنهم، فخُتمت الآياتُ في ذلك بمثل ما بُدئت به من قوله تعالى:{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}.
{يَا بَنِي إسْرَائِيل اُذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْت عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} تقدَّم مثله {واتقوا} خافوا {يوما لا تجزي} تغني {نَفْس عَنْ نَفْس} فيه {شَيْئًا وَلَا يقبل منها عدل} فداء {ولا تنفعها شَفَاعَة وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} يمنعون من عذاب الله.