هذا توبيخٌ وتهديدٌ من الله للمنافقين ورؤسائهم على ما فعلوا من النفاق وتلقّيهم الوصايا من رؤسائهم، هذا مع علمهم أنَّ الله يعلم ما يُسرِّون وما يعلنون.
قال تعالى:{أَوَلَا يَعْلَمُونَ} الاستفهامُ للتقرير والواو الداخلُ عليها للعطف {أَنَّ اللَّه يَعْلَم مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} ما يُخفون وما يُظهرون من ذلك وغيره فيرعووا عن ذلك.
وقولُ المؤلِّف:(والواو الداخلُ عليها للعطف): يريد أنَّ الواو التي بعد الهمزة عاطفةٌ للجملة التي بعدها على جملةٍ محذوفةٍ بعد الهمزة؛ فالتقدير: أيفعلون ذلك ولا يعلمون أنَّ اللهَ يعلم ما يُسرِّون وما يُعلنون؟ فأفادتِ الآية عِلمَ اللهِ بكلِّ ما يُسِرُّون وما يعلنون؛ لأنَّ «ما» من صيغ العموم.
وقولُه:(فيرعووا عن ذلك): أي يرجعوا عن نفاقهم وإفسادهم خوفًا من الله تعالى الذي يعلم ما يُسرِّون وما يُعلنون.