(٢) لما جاء في صحيح مسلم (٢٦٦٣) عن ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لم يجعل لمسخ نسلًا ولا عقبًا، وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك))، وجاء حديث آخر عند مسلم (٢٩٩٧) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فقدت أمة من بني إسرائيل، لا يدرى ما فعلت، ولا أراها إلا الفأر، ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشربه، وإذا وضع لها ألبان الشاء شربته؟))، ولهذا اختلف العلماء في الممسوخ هل ينسل؟ على قولين، فقال قوم: يجوز أن تكون هذه القردة منهم، واختاره ابن قتيبة في «تأويل مختلف الحديث» (ص ٣٧٣)، والقاضي أبو بكر ابن العربي في «أحكام القرآن» (٢/ ٣٣٢). وقال الجمهور بأن الممسوخ لا ينسل وأن القردة والخنازير وغيرها كانت قبل ذلك، وأجابوا عن حديث أبي هريرة بأجوبة تنظر في: «المحرر الوجيز» (١/ ٢٤٣ - ٢٤٤)، و «تفسير القرطبي» (١/ ٤٤٠ - ٤٤٣)، و «شرح معاني الآثار» (٨/ ٣٢١ - ٣٢٧)، و «فتح الباري» (٧/ ١٦٠).