للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُ المؤلِّف: (يُخوفكم … ) إلى آخره: تفسيرٌ لوعد الشيطانِ المنفقين بتخويفهم الفقرَ إن هم تصدَّقوا يقول: «يذهب مالُكم وتصيرون فقراءَ بعد أَنْ كنتم أَغنياء».

وقولُه: (البُخل … ) إلى آخره: تفسيرُ الفاحشةِ بالبخل هو أَحدُ القولين لتفسير الفاحشةِ في الآية، وقيل: الفاحشةُ: كلُّ ما فَحُشَ من المعاصي. ومن الفواحش منعُ الزكاةِ، وهو أَفحشُ البخل.

وقولُه: (على الإنفاق): يُبيِّنُ أَنَّ المغفرةَ والفضلَ جزاءٌ على الإنفاق.

وقولُه: (لذنوبكم): يُبيِّنُ أَنَّ من وعد الله للمنفقين مغفرةَ ذنوبهم، فيدلُّ على أَنَّ الإنفاقَ من أَسباب المغفرةِ، وهذا مضادٌ لِمَا يأمرُ به الشيطان من الفواحش، فالشيطانُ يأمر بالذنوب واللهُ يعدُ بمغفرة الذنوب.

وقولُه: (رزقًا خَلفًا منه): هذا تفسيرٌ للفضل الموعود به ببعض مدلولِه، فإِنَّ الفضلَ الذي وعد اللهُ به المنفقينَ يعمُّ الثوابَ العاجلَ والآجلَ.

وقولُه: (فضلُه): خصَّه بالفضل مراعاةً للمقام وسياقِ الكلام، وكذا قولُه: (بالمنفق)؛ لأَنَّه تعالى عليمٌ بكلِّ شيءٍ، وكذا اسمه تعالى «الواسعُ» يشمل سعةَ العلمِ والرحمةِ والعطاءِ؛ كما قال تعالى: {وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} [غافر: ٧].

* * *

<<  <   >  >>