للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} [البقرة: ٥٩]، وقوله تعالى: {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (٢٤)} [المائدة: ٢٤].

وقوله تعالى: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ}: أي حُبب إليهم العجلُ الذي اتخذوه إلهًا، وتخلَّلَ حبُّه في قلوبهم حتى كأنَّ العجل حلَّ في قلوبهم، وهذا الوصف يختصُّ بالذين أصرُّوا على عبادة العجل ولم يتوبوا، فعوقبوا بأن أُشرب حبُّه في قلوبهم.

وقوله تعالى: {قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٩٣)}: هذا أمرٌ من الله لنبيِّه أن يقول لليهود الذين قالوا نؤمن بما أنزل علينا، واتبعوا أسلافَهم الذين قتلوا أنبياءَ الله واتخذوا العجل إلهًا من دون الله، أن يقول لهم: {بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ} قتلَ الأنبياءِ واتخاذَ العجل، {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٩٣)} كما تزعمون.

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ} على العمل بما في التوراة {وَ} قد {رَفَعْنَا فَوْقكُمْ الطُّورَ} الجبل حين امتنعتم من قبولها ليسقط عليكم وقلنا: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} بجدٍّ واجتهادٍ {وَاسْمَعُوا} ما تؤمرون به سماعَ قبولٍ {قَالُوا سَمِعْنَا} قولك {وَعَصَيْنَا} أمرَك {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمِ الْعِجْلَ} أي: خالط حبُّه قلوبَهم كما يُخالط الشراب {بِكُفْرِهِمْ قُلْ} لهم: {بِئْسَمَا} شيئًا {يَأْمُرُكُم بِهِ إيمَانكُمْ} بالتوراة: عبادة العجل {إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} بها كما زعمتم. المعنى: لستم بمؤمنين لأنَّ الإيمان لا يأمر بعبادة العجل، والمراد آباؤهم؛ أي: فكذلك أنتم لستم بمؤمنين بالتوراة وقد كذبتم محمدًا، والإيمان بها لا يأمر بتكذيبه.

<<  <   >  >>