للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولهم لموسى: {لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ … } إلى آخره: هو ممَّا عُدَّ في مساويهم وكفرهم النعمةَ.

وقول موسى: {أَتَسْتَبْدِلُونَ}: توبيخٌ لهم وإنكارٌ عليهم. وقوله: {اهْبِطُوا مِصْرًا}: ظاهرُه أنَّه من تمام كلامِ موسى، وقال: بعضُ المفسرين أنَّه مقولُ قولٍ محذوفٍ، والتقدير: قلنا اهبطوا مصرًا، والأول أظهر (١).

وقوله: {مِصْرًا}: بالتنوين قرأ الجمهور؛ أي: مصرًا من الأمصار، وقرئ: {مِصْرَ} بلا تنوين (٢)، وعليه فالمراد: مصر، البلد المعروفة التي خرج منها بنو إسرائيل، وقال ابنُ جريرٍ في القراءة الأولى: «لا أستجيزُ القراءةَ بغيرها» (٣).

وقوله: {فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ}: أي ما ذكرتم وطلبتم موجودٌ فيه.

وقوله: {وَضُرِبَتْ}: الواو للاستئناف، {وَضُرِبَتْ}: جُعلت عليهم الذلة لازمةً.

و {الذِّلَّةُ}: الهوانُ والجبنُ.

{وَالْمَسْكَنَةُ}: الفقرُ، وسُمِّيَ مسكنةً لأنَّه يُورثُ السكونَ وقلةَ الحركةِ (٤).


(١) ينظر: «تفسير الطبري» (٢/ ٢١)، و «التفسير البسيط» (٢/ ٥٨٦)، و «المحرر الوجيز» (١/ ٢٣٠).
(٢) وهي قراءة الحسن وطلحة والأعمش، وهي كذلك في مصحف عبد الله وأبي بن كعب وبعض مصاحف عثمان. ينظر: «معاني القرآن» للفراء (١/ ٤٢ - ٤٣)، و «المصاحف» لأبي داود (١/ ٣٠٣، رقم ١٨٤)، و «مختصر في شواذ القرآن» لابن خالويه (ص ١٤)، و «الكامل في القراءات» (ص ٤٨٦).
(٣) «تفسير الطبري» (٢/ ٢٥) بنحوه. ونص كلام الطبري: «وهي القراءة التي لا يجوز عندي غيرها؛ لاجتماع خطوط مصاحف المسلمين، واتفاق قراءة القرأة على ذلك، ولم يقرأ بترك التنوين فيه وإسقاط الألف منه إلا من لا يجوز الاعتراض به على الحجة فيما جاءت به من القراءة مستفيضًا بينهما».
(٤) ينظر: «لسان العرب» (١٣/ ٢١٧).

<<  <   >  >>