هذا القول منقطع؛ فالمعنى: لا يعلمون الكتابَ لكن يتمنَّون أماني لا حقيقةَ لها، ويدَّعون من عِلم الكتاب ما ليسوا منه في شيءٍ، ومع ذلك هم شاكون، ولهذا قال تعالى: {وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (٧٨)}، والظنُّ في هذا الموضع هو الشكُّ.
{وَمِنْهُمْ} أي اليهود {أُمِّيُّونَ} عوام {لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ} التوراةَ {إلَّا} لكن {أَمَانِيَّ} أكاذيبَ تلقَّوها من رؤسائهم فاعتمدوها {وَإِنْ} ما {هُمْ} في جحد نبوة النبي وغيره مما يختلقونه {إلَّا يَظُنُّونَ} ظنًّا، ولا عِلم لهم.
وقولُ المؤلِّف:(أكاذيب … ) إلى آخره: هذا مضمون القول الثاني في معنى أماني.
وقولُه:(ما): هذا تفسير: لـ «إنْ» يريد أن يبين أنها نافية.
وقولُه:(في جحد … ) إلى آخره: يُبيّن أنَّ اليهود لا مُستند لهم في أقوالهم الباطلة إلَّا الظن، والظنُّ أكذبُ الحديث.