للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في هذا الاسم، وبها قرأ الجمهور (١)، وفيه لغات وقراءات أخرى ذكرها المفسرون (٢)؛ ومعنى جبريل: عبد الله (٣).

والخلاصةُ في تفسير الآية: أنها نزلت للردِّ على اليهود في قولهم: إنَّ جبريلَ عدوهم، فهم أعداء له، هذا وجبريل ولي الله ومصفاه من الملائكة، وهو الذي نزّل القرآن بأمر الله، ومَن يكن عدوًّا له فهو عدوٌّ لله، ومن يكن عدوًّا لله فاللهُ عدوُّه كما في الآية التالية، فقد باء اليهودُ بقولهم في جبريل بعداوة الله، ويشهدُ لمعنى الآية من السنَّة قولُه صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي؛ قال الله تعالى: ((مَنْ عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب)) (٤)، وفي لفظ: ((فقد بارزني بالمحاربة)) (٥). والآية وإن نزلت في اليهود فهي عامَّةٌ كما يفيد العموم لفظ «من» الشرطية؛ فحكمُها لا يختصُّ باليهود.

وسأل ابنُ صوريا النبيَّ أو عمرَ عمَّن يأتي بالوحي من الملائكة فقال: ((جبريل) فقال: «هو عدونا يأتي بالعذاب، ولو كان ميكائيل لآمنا لأنه يأتي بالخصب والسلم»، فنزل:


(١) ينظر: «السبعة في القراءات» (ص ١٦٦ - ١٦٧)، و «النشر في القراءات العشر» (٢/ ٢١٩).
(٢) ينظر: «تفسير الطبري» (٢/ ٢٩٤ - ٢٩٥)، و «المحرر الوجيز» (١/ ٢٩٢)، و «الدر المصون» (٢/ ١٨ - ٢٠).
(٣) ينظر: «تفسير الطبري» (٢/ ٢٩٦ - ٢٩٨).
(٤) أخرجه البخاري (٦٥٠٢) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(٥) أخرجه الطبراني في الأوسط (٦٠٩)، من حديث أنس، به. وتفرد به عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي، وهو متروك. ينظر: «الضعفاء» للعقيلي (رقم ١١٥٧)، و «الكامل في الضعفاء» (رقم ١٢٣١). وأخرجه ابن ماجه (٣٩٨٩)، من حديث عمر بن عمر بن الخطاب، وفي إسناده عبد الله بن لهيعة وهو ضعيف، وعيسى بن عبد الرحمن - وهو ابن فروة الزرقي - متروك الحديث، كما في «الميزان» (رقم ٦٥٨٣).
وله طريق عند أبي نعيم في الحلية (٨/ ٣١٨) وهو ضعيف. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (١٧٧٥)، وينظر طرق حديث الولي وألفاظه في «السلسلة الصحيحة» (١٦٤٠).

<<  <   >  >>