وقولُه:(قبلته التي رضيها): هذا قولُ جمهور السَّلف، ويفرحُ به أهل التأويل من نفاة الصفات؛ لاعتقادهم أنَّ الوجه في الآية كالوجه في قوله:{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}[الرحمن: ٢٧]. وهم لا يُثبتونَ الوجهَ لله تعالى، فظنوا أنَّ تفسيرَ الوجه في الآية بالقبلة من التأويل، وليس الأمرُ كما يظنون، فالوجهُ في الآية عند مَنْ فسَّرهُ بالقبلة بمعنى الجهة؛ وهذا صحيحُ في اللغة، وعلى هذا فلا تكون الآيةُ من آيات الصفات، وقال بعضُ المفسرين: هي من آيات الصفات، فتكون كقوله:{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}، والراجحُ: القولُ الأوَّلُ.
وقولُه:(يسع فضلُه كلَّ شيءٍ): فسَّر الواسعَ من أسماء الله بسعةِ الفضل؛ وهو الجود والعطاء، واسم الله «الواسع»: معناه أوسعُ من ذلك، فيدخل فيه سعةُ الفضلِ والرحمةُ والعلمُ والقدرةُ والملكُ (١).
وقولُه:(بتدبير خلقه): هذا حقٌّ؛ لكن لو قال: بكلِّ شيءٍ كان أولى؛ كما قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[الأنفال: ٧٥].
* * *
(١) ينظر: «اشتقاق الأسماء» للزجاجي (ص ٧٢)، و «شأن الدعاء» للخطابي (ص ٧٢)، و «المقصد الأسنى» للغزالي (ص ١١٩).