وسماك صدوق في غير روايته عن عكرمة، التقريب (٢٦٢٤)، وعباد بن حبيش لا يُعرف إلا بهذا الخبر ولم يرو عنه غير سماك؛ لذلك قال الذهبي في «الميزان» (٤١١٢): «لا يعرف»، لكنه توبع في روايته عن عدي، تابعه مري بن قطري: أخرجه الطبري في تفسيره (١/ ١٨٦) من طريق محمد بن مصعب، عن حماد بن سلمة، عن سماك، به، بنحوه. وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد؛ فإن مري بن قطري وثقه ابن معين كما في تاريخه برواية الدارمي (رقم ٧٦٦)، ومحمد بن مصعب ـ وهو القرقساني ـ مختلف فيه، قال الحافظ: «صدوق كثير الغلط»، التقريب (٦٣٠٢). وله طريق آخر: رواه الطبري (١/ ١٩٤) عن أحمد بن الوليد الرملي، عن عبد الله بن جعفر الرقي، عن سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم به. وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أحمد بن الوليد الرملي، وهو أبو بكر الأمي البغدادي؛ فقد ترجم له الخطيب وسكت عنه. «تاريخ بغداد» (٦/ ٤١٩، رقم ٢٩١٢). وله شاهد من حديث أبي ذر؛ ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (١/ ٤٢) من رواية ابن مردويه من طريق عبد الله بن شقيق عنه. وقد حسَّن ابن حجر إسناده في «الفتح» (٨/ ١٥٩). والحديث صححه وأثبته جمع من أهل العلم، منهم ابن حبان، وابن تيمية في «درء التعارض» (١/ ١٦٦)، و «مجموع الفتاوى» (١/ ٦٤)، و «منهاج السنة» (٢/ ١١ - ١٢)، وابن أبي العز في «شرح الطحاوية» (٢/ ٨٠٠)، والألباني في «الصحيحة» (٣٢٦٣).