للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُه: (جماعة): هذا أحدُ معاني الأمَّة (١)، وهو المناسبُ هنا.

وقولُه: (ومن للتبعيض): يُريد «من» التي في {مِنْ ذِرِّيتِنا}.

وقولُه: (وأتى به … ) إلى آخره: أي أتى بـ «من» التي للتبعيض؛ يقول: أتى بالتبعيض موافقة لقوله تعالى: {لَا يَنَالُ عَهْدِيَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: ١٢٤].

وقولُه: (عَلِّمنا): تفسيرٌ للرؤية بالعلم؛ فجَعلَ {أَرِنَا} من الرؤية العلمية لا البصرية، وهذا هو المناسب إذا أُريد بالمناسك الأعمال.

وقولُه: (شرائعَ عبادتِنا أو حجِّنا): يُشير إلى أنَّ المناسك قد يُراد بها جميع العبادات أو أعمال الحج خاصَّة، وهذا الثاني أظهر (٢).

وقولُه: (سألاه التوبة … ) إلى آخره: يُبيِّنُ أنَّ سؤال إبراهيم وإسماعيل التوبةَ ليس لذنوبٍ وقعت منهما؛ لأنهما معصومان من الذنوب، فسؤالهما التوبة تواضعٌ منهما لله، واعترافٌ منهما بالتقصير في حقِّه تعالى، وليُقتدى بهما في ذلك (٣).

وقولُه: (أي: أهل البيت): هذا تفسيرٌ للضمير المجرور في قوله: {فيهم} ولو قال: (أي: في ذريتنا)؛ لأنهم المذكورون في قوله: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً}، وهم: أهل البيت؛ لكان أولى؛ لأنَّ تغييرَ العبارة يُوهِم أنهم شيءٌ آخر.

وقولُه: (من أنفسهم … ) إلى آخره: أي من جنسهم ومن نسبهم وبِلغتهم، وقد أجاب اللهُ دعاءَ خليلِه إبراهيمَ فبعث اللهُ محمَّدًا خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، بعثه اللهُ من بني هاشم من قريش من كنانة من بني إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام؛


(١) ينظر: «الوجوه والنظائر» للدمغاني (ص ١٠٠)، «نزهة الأعين النواظر» (ص ١٤٣).
(٢) ومال إليه الطبري. ينظر: «تفسير الطبري» (٢/ ٥٧٠)، و «المحرر الوجيز» (١/ ٣٥١).
(٣) تنظر أوجه أخرى في: «تفسير الطبري» (٢/ ٥٧٢)، و «تفسير الرازي» (٤/ ٥٦)، و «تفسير الخازن» (١/ ٨١ - ٨٢).

<<  <   >  >>