للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} و «أم» بمعنى همزة الإنكار، أي: لم تحضروه وقت موتِه، فكيف تنسبون إليه ما لا يليق به!

وقولُ المؤلِّف: (اذكر): تقديرٌ لمتعلّق الظرف {إِذْ قَالَ}؛ فالمعنى: اذكر حين قال له ربُّه أسلم، وقيل: إنَّ الظرفَ مُتعلّق بـ {اصْطَفَى} كما تقدَّم، وهو أظهر.

وقولُه: (انقد لله … ) إلى آخره: بيانٌ لمعنى {أَسْلِمْ} و {أَسْلَمْتُ}، والإسلامُ لله هو الانقيادُ بكمال الطاعة وإخلاص العبادة.

وقولُه: (وفي قراءة أوصى): معنى القراءتين واحد، ومعناهما: العهدُ بالشيءِ والأمرُ به، إلَّا أَّن قراءة التشديد تدلُّ على التكرير؛ وهي الأكثرُ في القرآن وبها قرأ أكثر القرأة (١).

وقولُه: (بالملة): هذا بيانٌ لمرجع الضمير في قوله: {وَوَصَّى بِهَا}، وقد تقدَّم ذكرُها في قوله: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ} (٢)، وقيل: الضميرُ يعود على الكلمة (٣)، وهي قول إبراهيم: {أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}، والمعنى واحد (٤).

وقولُه: (بنيه): يريد أنَّ المعنى: ووصَّى يعقوبُ بنيه.


(١) قرأ نافع وابن عامر: {وَأَوْصَى} على أفعل، وقرأ الباقون: {وَوَصَّى} بغير ألف على فعّل. ينظر: «السبعة في القراءات» (ص ١٧١)، و «النشر» (٢/ ٢٢٢).
(٢) قاله عكرمة، واختاره الزجاج. ينظر: «معاني القرآن» للزجاج (١/ ٢١١)، و «زاد المسير» (١/ ١١٥).
(٣) وهو قول الكلبي ومقاتل، واختاره الطبري والزمخشري وابن عطية والقرطبي. ينظر: «تفسير الطبري» (٢/ ٥٨٢)، و «الكشاف» (١/ ٣٢٩)، و «المحرر الوجيز» (١/ ٣٥٥)، و «تفسير القرطبي» (٢/ ١٣٥).
(٤) ينظر: «تفسير الراغب» (١/ ٣١٩).

<<  <   >  >>