للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي: لو كان له مثل فآمنوا به. وقيل: الباء زائدة للتأكيد (١)، والمعنى المرادُ لا يختلفُ على كلِّ تقديرٍ وهو: فإن آمنوا بما آمنتم به أو آمنوا إيمانًا مثل إيمانكم.

وقولُه: (عن الإيمان به): أي عن الإيمان بما آمنتم به كما ذكر في الآية السابقة.

وقولُه: (خلاف معكم): فَسَّر الشِّقاق بالخلاف، وليس الشِّقاقُ مجرَّدَ الخلاف؛ بل خلافٌ مع عداوةٍ وكيدٍ وحربٍ، والأظهرُ أنَّ الشِّقاقَ من المشقَّة (٢).

وقولُه: (يا محمد … ) إلى آخره: بيانٌ للمخاطَب الذي تدلُّ عليه «الكاف» في «يكفيك»، وهو المفعول الأول، وأنَّ المفعولَ الثاني وهو ضميرُ الجمع على تقدير مُضاف قدَّرَه المؤلف بقوله: (شقاقهم).

وقولُه: (وقد كفاه إياهم … ) إلى آخره: بيانٌ أنَّ وعدَ الله لنبيِّه أنْ يكفيَه إيَّاهم قد تحقَّقَ.

* * *


(١) ينظر: «المحرر الوجيز» (١/ ٣٦١)، و «البحر المحيط» (١/ ٦٥٢ - ٦٥٣)، و «الدر المصون» (٢/ ١٤٠ - ١٤١).
(٢) ينظر: «غريب القرآن» لابن قتيبة (ص ٦٤)، و «تفسير الطبري» (٢/ ٦٠٢).

<<  <   >  >>