وقولُ المؤلِّف:(الجهال): بيانٌ لأصل معنى السفهاء، والمرادُ بهم في الآية: اليهودُ والمشركون (١)، وذكرُهم بوصف السَّفه ذمٌّ لهم وتحقيرٌ وهو وصفٌ لجميعهم، و {مِنْ} للتبعيض، والسفهاءُ بعض الناس.
وقولُه:(أيّ شيء … ) إلى آخره: يُبيِّن أنَّ «ما» للاستفهام التعجبي، و {وَلَّاهُمْ}؛ أي: صرفهم. وقولُه:(على استقبالها): أي مُقيمين على استقبالها.
وقولُه:(الإتيان بالسين … ) إلى آخره: يريد: السين التي في {سيقول}؛ وهي تدلُّ على أنَّ هذا القول من السفهاء يكون في المستقبل، فالإخبارُ به إخبارٌ عن المستقبل، والمستقبلُ من الغيب، ولهذا قال المؤلف: إنَّ هذا من الإخبار بالغيب.
وقولُه:(أي: الجهات كلها): يُبيِّنُ أنَّ ذِكر المشرق والمغرب ليس لتقييد؛ بل عبَّر بالمشرق والمغرب عن جميع الجهات.
وقولُه:(هدايته): هذا تقديرٌ لمفعول {يشاء}.
وقولُه:(دين الإسلام): تفسيرٌ للصراط بالإسلام، ومنه استقبالُ بيت المقدس قبل النسخ، ومنه استقبالُ المسجد الحرام بعد نسخ القبلة الأولى، وكلُّ مَنْ أطاع الله فهو على صراطٍ مستقيمٍ، وقد هدى اللهُ نبيَّه والمؤمنين بتحويل القبلة {إلى صراط مستقيم}.
* * *
(١) قيل: هم اليهود، وهو قول ابن عباس ومجاهد والبراء بن عازب والحسن. وقيل: المنافقون وهو قول السدي. وقيل: هم كفار قريش كما في رواية عن ابن عباس وحكاه الزجاج عن غيره، واختار الطبري أنهم اليهود وأهل النفاق، وقال البغوي: «نزلت في اليهود ومشركي مكة». ينظر: «تفسير الطبري» (٢/ ٦١٥ - ٦١٧)، و «معاني القرآن» للزجاج (١/ ٢١٨)، و «تفسير ابن أبي حاتم» (١/ ٢٤٧)، و «تفسير البغوي» (١/ ١٥٨)، و «زاد المسير» (١/ ١١٨).