للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منهم مَنْ يقول: القرب نوعان: عامٌّ وخاصٌّ، كالمعية (١).

ومنهم مَنْ يقول: لم يَرِدْ إلَّا خاصًّا، وهو قربُه من الداعين والعابدين، وهو المذكور في هذه الآية، وفي قوله: {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} [هود: ٦١]، وهذا القول أظهر (٢)، وأما قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ} [الواقعة: ٨٥]، وقوله: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: ١٦]، فالمراد: قربُه تعالى بملائكته كما جاء عن السَّلف في تفسير الآيتين (٣).

وقولُه: (فأخبِرهم بذلك): هذا تقديرٌ لجواب الشرط في قوله: {وَإِذَا سَأَلَكَ}.

وقولُه: (بالطاعة): يُبيِّنُ أَنَّ الاستجابةَ لله تكون بطاعته في أمره ونهيه.

وقولُه: (يُديموا على الإيمان): لأَنَّ الكلامَ في العباد المؤمنين، فيناسبُ أَنْ يكون المعنى: فليَدوموا على الإيمان.

وقولُه: (يهتدون): فسَّرَ الرشدَ بالاهتداء، والرشدُ يجمع العلمَ النافعَ والعملَ الصالحَ، وهذه حقيقةُ الاهتداء.

* * *


(١) نسبه شيخ الإسلام لطائفة من أهل السنة. ينظر: «شرح حديث النزول» (ص ٣٦٥)، واختاره الشيخ عبد الرحمن السعدي. ينظر: «الحق الواضح المبين» (ص ٧٠)، و «أصول وكليات من أصول التفسير» طبعت مع التفسير (١/ ٢٩).
(٢) واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم. ينظر: «بيان تلبيس الجهمية» (٦/ ٣٠ - ٣١)، و «شرح حديث النزول» (ص ٣٥٤ - ٣٥٦)، و «مجموع الفتاوى» (٥/ ٢٣٦)، (٥/ ٢٤٠) (٦/ ٢٢ - ٢٣)، و «مختصر الصواعق» (٣/ ١٢٥١)، و «التعليق على القواعد المثلى» لشيخنا (ص ١٥٩).
(٣) نسبه ابن الجوزي لابن عباس من رواية أبي صالح، ونسبه شيخ الإسلام إلى جمع من السلف، ورجحه ابن القيم في بعض كتبه، وأورد هذا القول غير واحد من أهل العلم. ينظر: «تفسير البغوي» (٨/ ٢٥)، و «المحرر الوجيز» (٨/ ٢١٣)، و «زاد المسير» (٤/ ١٥٩) (٤/ ٢٣٠)، و «تفسير ابن كثير» (٧/ ٥٤٨)، (٧/ ٣٩٨)، و «بيان تلبيس الجهمية» (٥/ ٣١٥) (٦/ ٢٥ - ٤٠)، و «شرح حديث النزول» (ص ٣٥٥)، (ص ٣٦٧)، و «الروح» (ص ١٨٨ - ١٩٠)، و «مختصر الصواعق» (٣/ ١٢٤٩) وما بعدها.

<<  <   >  >>