وقولُه:(بالتعجيل): هذا مبنيٌّ على أَنَّ المرادَ: التخييرُ ونفيُ الحرج، وقد ضعَّفَ ابنُ جرير هذا القولَ، وبيَّنَ الصوابَ في ذلك، وهو أَنَّ المرادَ الإخبارُ بمغفرة الذنوب للحاجِّ تعجَّلَ أو تأخَّرَ إذا اتقى الله.
وقولُه:(حتى بات ليلة الثالث … ) إلى آخره: هذا بيانٌ لصفة التأخر.
وقولُه:(هم مُخيَّرون): هذا مبنيٌّ على أَنَّ المقصود بنفي الإثم في الجملتين التخيير، وهذا قولٌ مرجوحٌ كما تقدَّم.
وقولُه:(ونفي الإثم {لِمَنِ اتَّقَى} اللهَ في حجِّه … ) إلى آخره: فيه التفاتةٌ للقول الآخر الذي رجَّحه ابنُ جرير (١).
* * *
(١) وهو قول عبد الله بن مسعود وابن عمر وجماعة، وروي عن علي بن أبي طالب بإسناد منقطع. ينظر: «تفسير الطبري» (٣/ ٥٦٠ - ٥٦٣)، و «تفسير ابن أبي حاتم» (٢/ ٣٦١، رقم ١٨٩٨)، و «المحرر الوجيز» (١/ ٤٩٥)، و «تفسير القرطبي» (٣/ ١٣).