وقولُه:(كما في الحديث): يُشير إلى قصة امرأة رفاعة التي طلَّقها ثلاثًا، فنكحتْ بعده ابنَ الزَّبير، فأرادتْ أَنْ ترجعَ إلى رفاعة، فقال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم:((حتى تذوقي عُسيلتَه ويذوقَ عُسيلتك)) (١).
وقولُه:(إلى النكاح بعد انقضاء العِدَّةِ): أَي: يتراجعا إلى النكاح بعقدٍ جديدٍ بعد انقضاءِ العِدَّةِ من الزوج الثاني.
وقولُه:(المذكورات): يعني: الأَحكام المتقدِّمة.
وقولُه:(يتدبَّرون): فسَّرَ العلمَ بالتدبُّر؛ لأَنَّ التدبُّرَ طريقُ العلمِ بما دلَّت عليه الآياتُ من الحِكَمَ والأَحكام.
وبعد: فقد اشتملت الآيتان على ضمائر جمعِ المخاطبين، والمراد بهم: الأزواج؛ إلَّا قوله:{فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا} فالخطابُ للحكَّام، وهو نوعُ التفات، وكلُّ ما في الآيتين من ضمير التثنية فالمرادُ به الزوجان، وكلُّ ما اتصل منها في فعلٍ فهو في موضعِ رفعِ فاعل؛ إلَّا في قوله تعالى:{إِلَّا أَنْ يَخَافَا} بضمِّ الياء على البناء للمفعول، فأَلفُ الاثنين في موضع رفعِ نائب فاعل، والمصدرُ المؤول {أَلَّا يُقِيمَا} على هذه القراءة بدلُ اشتمالٍ من نائب الفاعل، وقد ذكرَه المؤلِّفُ، وعلى القراءة المشهورةِ المصدرُ المؤولُ في موضع نصبِ مفعول به.
* * *
(١) أخرجه البخاري (٢٦٣٩)، ومسلم (١٤٣٣)، عن عائشة رضي الله عنها.