للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالسكوت ونُهينا عن الكلام» رواه الشيخان {فَإِنْ خِفْتُمْ} من عدوٍّ أَوْ سيلٍ أَوْ سبعٍ {فَرِجَالًا} جمعُ راجلٍ؛ أَي: مُشاةً صلُّوا {أَوْ رُكْبَانًا} جمعُ راكبٍ؛ أَي: كيف أَمكن مُستقبلي القبلة أَوْ غيرها، ويُومَأُ بالركوع والسُّجود {فَإِذَا أَمِنْتُمْ} من الخوف {فَاذْكُرُوا اللَّهَ} أَي: صلُّوا {كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} قبل تعليمه من فرائضها وحقوقها. والكاف: بمعنى مثل. و «ما»: موصولةٌ أَوْ مصدريةٌ.

وقولُ المؤلِّف: (هي العصر … ) إلى آخره: ذكرَ ثلاثةَ أَقوالٍ في المراد بالصَّلاة الوسطى (١)، والصوابُ: أَنها العصر، كما صحَّ بذلك الحديث.

وقولُه: (وأَفردَها بالذِّكر لفضلِها): معناه: خصَّها بالأَمر بالمحافظة عليها من أَجل فضلها على غيرها من الصلوات، ولهذا وصَفَها بالوسطى؛ أَي: الفُضلى، وجاء في السنَّة الوعيدُ الشديدُ على تركها، وهو قولُه صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ ترك صلاةَ العصرِ حَبطَ عملُه)) (٢).

وقولُه: (في الصَّلاة): بيانٌ لمحلِّ القيام المأمورِ به.

وقولُه: (قيل: مُطيعين … ) إلى آخره: تضمَّنَ تفسيرَ القنوت بالطاعة وبالسكوت، وكلٌّ من المعنيين صحيحٌ، ويدلُّ لهما ما ذُكرَ من الحديثين.

وقولُه: (من عدوٍّ … ) إلى آخره: يُبيِّنُ أَنَّ سببَ الخوف عامٌّ لكلِّ مَخوفٍ.


(١) جمع الدمياطي في ذلك جزءًا عن الصلاة الوسطى؛ فبلغ تسعة عشر قولًا، نقلها الحافظ في «الفتح» (٨/ ١٩٦ - ١٩٨)، وقال الطاهر بن عاشور في «التحرير والتنوير» (٢/ ٤٦٧): «أنهيت الأقوال فيه -أي الخلاف- إلى نيف وعشرين».
(٢) أخرجه البخاري (٥٥٣) و (٥٩٤)، من حديث بريدة رضي الله عنه.

<<  <   >  >>