للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بإِنفاق مالِه في سبيل الله {قَرْضًا حَسَنًا} بأَن يُنفقَه لله عن طِيب قلبٍ {فَيُضَاعِفُهُ} وفي قراءة: «فيُضَعِّفُهُ» بالتشديد {لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} من عشرٍ إلى أَكثر من سبعمائة كما سيأتي {وَاللَّهُ يَقْبِضُ} يُمسكُ الرزقَ عمَّن يشاء ابتلاءً {وَيَبْسُطُ} يوسعه لمن يشاء امتحانًا {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} في الآخرة بالبعث فيُجازيكم بأعمالكم.

وقولُ المؤلِّف: (لإعلاء دينِه): بيانٌ لمعنى: في سبيل الله.

وقولُه: (فمُجازيكم): بيانٌ للحكمة من ذكر الاسمين «السميع العليم»، وهو التذكيرُ بالجزاء ترغيبًا وترهيبًا.

وقولُه: (لله عن طِيب قلبٍ): هذا بيانٌ لمعنى القرض الحسن.

وقولُه: (كما سيأتي): يُشيرُ إلى قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ … } الآية {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيم (٢٦١)} [البقرة: ٢٦١].

وقولُه: (يُمسكُ الرزقَ … ) إلى آخره: بيانٌ لمعنى القبض والبسط، وأَنَّ ذلك كلَّه لحكمة الابتلاءِ، والابتلاءُ والامتحانُ معناهما واحدٌ وذكرهما لتنويع اللفظ.

وقولُه: (بالبعث … ) إلى آخره: بيانٌ لمعنى الرجوع إلى الله وحكمتِه؛ لأَنَّ الناسَ إذا بُعثوا لقوا ربَّهم فجازاهم على أَعمالهم.

* * *

<<  <   >  >>