وقولُه:(صداقةٌ تنفع): فسَّر الخُلَّةَ بالصداقة، والصداقةُ تتضمَّن المحبةَ، وإذا كَمُلت صارت خُلَّةً، وقيَّدها بالتي تنفعُ؛ لأَنَّ المقصودَ في ذلك اليوم هو النفع؛ وهو: التخليصُ من العذاب.
وقولُه:(بغير إذنه): بيانٌ للشفاعة المنفيَّة؛ لأَنَّ الشفاعةَ المثبتةَ هي التي تكون بإذن الله ورضاه. وقولُه:(وفي قراءةٍ … ) إلى آخره: بيانُ أَنَّ في الكلمات الثلاث: {بيعٌ}، و {خُلَّةٌ}، و {شفاعةٌ}؛ قراءتين، إِحداهما بنصب الثلاث؛ وهي: التي مشى عليها المؤلِّف، والثانيةُ: برفع الكلماتِ الثلاث؛ وهي قراءةُ الجمهور (١).
وقولُه:(أو بما فرض عليهم): أَي: بما فرض عليهم الإيمان به؛ كالإيمان بالملائكة والكتب والرسل.
وقولُه:(لوضعهم أَمرَ الله … ) إلى آخره: هذا راجعٌ إلى أَصل معنى الظلم؛ وهو وضعُ الشيءِ في غير موضعه، فالكفارُ المشركون عبدوا مع الله غيرَه، فوضعوا العبادةَ في غير موضعِها.
* * *
(١) قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: {لا بَيْعَ فِيهِ وَلا خُلَّةَ وَلا شَفاعَةَ} بالنصب في كل ذلك بلا تنوين، وقرأ الجمهور كلّ ذلك بالرّفع والتنوين. ينظر: «السبعة في القراءات» (ص ١٨٧)، و «النشر» (٢/ ٢١١).