{وَمَثَلُ} نفقاتِ {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ} طَلبَ {مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} أي: تحقيقًا للثواب عليه، بخلاف المنافقين الذين لا يرجونه لإنكارهم له، و «من»: ابتدائية {كَمَثَلِ جَنَّةٍ} بستانٍ {بِرُبْوَةٍ} بضمِّ الراءِ وفتحِها: مكانٍ مرتفعٍ مستوٍ {أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ} أَعطت {أُكُلَهَا} بضمِّ الكاف وسكونِها: ثمرَها {ضِعْفَيْنِ} مِثلَي ما يُثمرُ غيرها {فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ} مطرٌ خفيفٌ يُصيبُها ويكفيها لارتفاعها. المعنى: تُثمرُ وتزكو كَثُرَ المطرُ أم قلَّ، فكذلك نفقات مَنْ ذكر، تزكو عند الله كثُرت أم قلَّت {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} فيُجازيكم به.
وقولُ المؤلِّف:(نفقاتِ): بيانٌ للمُشبَّهِ على أحد القولينِ، وقيل: المشبَّهُ هو الموصولُ {الَّذِينَ}، ومَن يقولُ ذلك يُقدِّرُ في المشبَّهِ به:«كَمَثَلِ صاحبِ جَنَّةٍ»(١).